ساخر سبيل

الديمقراطية اقتراح أخير يطرحه الحيارى لتزيد حيرتهم بعد تطبيقه

حصل مرسى ابن المعلم الزناتى على ربع الأصوات ، و حصل شفيق يا راجل على الربع الآخر
أما أنت فيكفى أنك حصلت على الابتدائية ، و هذا يعنى أنك تعرف على الأقل مبادىء الجمع و الطرح دون مبادىء الضرب و القسمة ، و تستطيع لو استخدمت هذه المبادىء أن تستنتج ( رغم أن الاستنتاج عملية صعبة جداً هذه الأيام ) أن نصف المصريين لا يريدون مرسى و لا يريدون شفيقا ، لكنهم مضطرون اضطراراً و مجبرون إجباراً و مقهورون قهراً أن يختاروا بين الجلة و زبل الفيران
أما الجلة فهى روث الجاموس و البقر تلملمها الفلاحة قديماً ثم تعالجها بيئياً فوق سطوح البيت لتستخدمها فيما بعد وقوداً ميسوراً و مجانياً لإنتاج العيش المرحرح
كان هذا قبل اختراع الغاز و جهاز البوتاجاز ، كان أيضاً قبل الحمى القلاعية و موت البهايم ، كان أيضاً قبل اختراع الصندوق بصناديق كثيرة
أما الآن فهى تترك مكانها بغرض رفع منسوب الشارع أو تزيين درب الحمير و ربما استغلت لزحلقة الأعداء القادمين من الخلف

أما زبل الفيران فكلاهما معروف ، الفأر مخلوق يخشى بقية المخلوقات و يرتعب من الأمريكان و اليهود ، يسرق البيض من عشة الفراخ و يأكل الغلة فى الجرن و يهوى كل أنواع الجبن المحلى و المستورد ثم يسبب الطاعون ، مقزز المنظر خاصة عندما يتوحش فى الخرائب التى كانت بيوتاً ، يلد كل شهر خمسة لكنه يفضل الشهر العقارى
هذا المخلوق أكرمكم الله عندما يخرج فإنه يخرج ما يعرف بالزبل

الخيارات إذن حصرت بين إخراج البهائم و إخراج الفئران ، و من الطبيعى أن أرضى بحياة البقر بعد أن زهقت و زهقت روح اللى خلفونى من حياة الفيران
أما حياة الإنسان فيفصلنا عنها جيل كامل من الصناديق

باسم الله نبدأ حياة البقر
و ليسقط الرئيس القادم