كما ينسلّ نور ٌ خائف ٌ من فرجَة ِ الباب ِ
إلى الظّلماءِ في غرْفَة
سمعْتُ هُتافَه المجروح َ يعبر نحوي َ الشرفة *
هكذا جئتِ يا مجد ْ ، هكذا كنت ِ . ..
نورا ً خائفا ً طاغيا ً انسل ّ من فرجة الروح !
و بدّد ظلماء حياتنا الرتيبة . ..
هكذا جئت ِ ..
أسمعناك ِ جروحنا و ما تشرّبت ِ شيئا منها _ لعدم قدرتك على فهمها _ غير َ أنّك .. أقصَيْتِها
فاستحالت ..
محض َ ذكرى لن تعود ْ !
مجد !!
دخان ٌ من القلب ِ يصعد
ضباب ٌ من الروح يصعد
دخان ٌ .. ضباب ْ
و أنت ِ ... *
ما أنت ِ !!
لست ِ كتلك التي ذكرها بدر ساكبا ً ملامحها وجعا ً مراقا ً في قصيدة !
لست ِ انتحاب ْ .. .! بل أنت ِ (من) بدّده قبل َ أن يجيء . .
لست ِ نوحا ً من القلب كالمدّ يصعد .. . بل أنت ِ ذلك النبض الساكن قلبي .. و قطعة من وتيني !
و لست ِ دمعا ً ،،
كيف َ تكونين دمعا ً و أنت ِ نور العينين الملتصق بأديمهما ؟!
كيف َ تكونين . ..
و قرأتْ ..!
ليتني طفلة ، تبيع أحزانها بقطعة حلوى **
قرأتها ذات مرّة غير أنّني لم أنسَها أبدا ً . ..
كيف َ أفعل ؟!
تلك كانت _على ما يبدو_ أمنية ً مشتركة ً ما بيني و ما بينَ تلكَ التي اختارتْ أنْ تترك هذه الجملة كـ\بصمة في كلّ مكان ٍ _ تسكنه كلمات (ما) _ تزورُه !
لم ْ أنس َ حاجتي لمن يبادلني بأحزاني أحزانا ً أقل ّ وجعا ً ..!
لم أنس َ ..!
و لم أنس حاجتي لأن أكون "مجد " ..!
مجد ، كيف لي أنْ أكونَك يا صغيرة ، كيف لي!!
الليل يطبِق مرّة أخرى فتشربه المدينة
و العابرون إلى القرارة مثل َ أغنية حزينة
و تفتّحت ، كأزاهر الدفلى ، مصابيح الطريق
كعيون ِ ميدوزا تحجّر كلّ قلب ِ بالضغينة ..
و كأنها نذر ٌ تبشّر أهل "بابل َ " بالحريق*
مجد ،،
الليل مطبِق !!
و أتيت ِ ليلا ً ... جئت ِ بعد انتصافه ، بساعة !
كنت ُ هناك َ معه .. . تستثيرني أغنية حزينة ... تعبر بي حتى ما بعد حدود الوجع
و تعبر بي .. .
و رنين ٌ ما بعثر أغنيتي !
رنين ٌ ما بعثر َ صمتي و صمت الليل . .. و تلك الأغنية الحزينة . .. ما عادت حزينة . ..
استبدلنا بها إيّاك ِ يا أغنية جذلى تهدهد القلوب الهلعة فينا لتغفو فرحا ً و طمأنينة !
رنين ٌ ما . .. عبر أثيرا يلتصق بنافذتي . ..
و جاء صوت ٌ (ما) يقول . ..
مُبارك مجد ْ ..!
تفتّحت الزهرة الغضّة إذن !
البذرة استحالت زهرة !!
يا الله !
يا الله يا مجد !
قالوا : كالزهرةِ الوسنى حلوة ٌ هي َ .. كأزاهير ِ نيسان َ ، كـ ياسمينة !
و كنت ِ _كما قالوا بل _ أجمل و أرقّ من زهرة يا مجد ..
و قلبك ِ ... .سمعت نبضه متسارع !! عجبت ْ ! قالوا لي بأن :لا تقلقي !
قلبك الغضّ .. . فليبق َ غضّا ً هكذا بعيدا ً عن كل ّ ضغينة !
فليبق َ يا مجد ..
صغيرتي ..
جئت ِ إلى الدنيا مرغمة يا حلوَتي ، و لن تغادريها إلا و البسمة تدثّر كيانك إن شاء بارئك ..
جئت ِ إلى الدنيا بعد أن ترك القمر على جبينك الغضّ قبلة (ما) لتحرس َ نومك .. لتحرس ليلك
لتحرسك ِ و قلبك الصغير الذي ما بُثّ النبض فيه إلّا قبل َ أيام ٍ ثلاثة !!
اشتعل النبض ، و أتيت ِ . ..
جئت ِ _يا مجد _ مرغمة ،
و مرغمة ٌ، أكفكف دمعي !!!
أكفكفها _تلك العبرات_ و لست أعلم شوقا ً لك ِ أذرفها، أم أنّها كانت لأجل ِ حرائق انتظارك _ علّي أطفئها !!
مرغمة ، أسدل ستارا ً على صمتي و أخفض من حدته كي لا يصمّ أذنيك الصغيرتين بثرثرة صامتة
لا تعلمين عنها شيئا ً !
ثرثرة لا تغني و لا تسمن من جوع .. .
مجد ... أدنو منك ِ يا نسمة ..
نسمة ٌ رقيقة لا تزالين ، نسمة أدعو ألا تختفي _في غد ٍ _ في ثنايا الريح ِ الجبارة !
كنسمة من نسمات نيْسان أنت ِ، و أدعوبألّا تأخذك الريح تحت إزارها _في غد _ٍ فتتلاشين َ فيها كما تتلاشى
النسمات ظهرا ً ذات َ تلاش ٍ !!
أدعو يا ربيع َ قلبي أن لا يباغتك الشتاء قبل أوانك !
أدعو يا قرّة عيني _ يا نورَها _ أن لا تتبعثر العتمة السادرة في دواخلك الشفافة ...
و أدعو يا مجد . ..
أن تظلّي طفلة !!
أن تبقى فيك ِ الطفلة أبدا ً بعد َ أن . .. تكبري !
مجد ُ يا بانة ً حلْوَة ً سأرويها "أفراحي" ما استطعت ْ !
هاتي يدك الطفلة الغضّة لأضمّها ،هاتي يمناك ِ لأقبّلها . ..
دعيني أهدهك و أضمّك إليّ لتدفئي برد َ وجعي ، و أطفئ برد َ خوفك .. !!
و دعيني أصغي لنبضك ِ يا نبضي و لا تقاطعي بعض َنشوتي / سعادتي - فرحي
لا تختلسي شيئا ً من ابتساماتي ببعض ِ بكاء !
أوّاه من بكائك يا مجد ما أقساه و ما أصعبه !!
أوّاه مجد !
ليتك تفهمين َ يا حلوتي كيف يستثير الليل أحزاننا الدفينة ، تلك التي لا تمتلكين منها شيئا بعد !
لا أذاقك الله إيّّاها ..
ليتك َ تعلمين كم هو مؤلم قيد الليل السرمد يا مجد ، لماذا أتيت ِ ليلا !!
لماذا انتصف الليل قبل أن تجيئي إليّ يا نبضي ، لم َ ؟!
سيُدَوَّنُ في تاريخك ِ دوما ً ، بعض ٌ من ليل ،
سيقولون : جاءت ذات عتمة ، و إنّي .. أ ُغَيَّبُ في العتمة يا مجد ! أضيع !
و ربّ الطفولة أذوب في العتمة كما لو شعاعُ شمس ٍ هارب من قدره !!
هارب ٌ يا مجد !
و أظنّني سأغيب ذات عتمة ، فلا تفعلي !!!
مجد يا قطعة ً من رحيق ِ زهرة ، مُبارك ٌ عمرك ِ يا بعض َ نبضي ، و عسى ألا يكبر فيك ِ هذا النبض وجعا ً
كما _قد فعل فيّ _ أنا !
مبارك ٌ عمرك . .
مبارك .. .
نائية
* السياب !
** ذات الإحساس
------------
نوتة ! :
مجد ، هي أصغر فرد في العائلة بأسرها الآن !
أصبح عندي شقيقة صغيرة !! ... شكرا ً للصورة \ لواضعته االجميلة \ لكم جميعا ً لأن سمحتم لي
بأن أسكب شيئا من "فرحتي " هنا !
![]()
كم أنا سعيدة بمجد !!
فقط ..
كونوا بخير ْ . ..
الروابط المفضلة