.
.
نحلمُ كثيرا بأشياء بعيدة..بل بعيدة جدا..لا أظنُّها تقترفُ محاولة التفكير بنا!
ونغفلُ في الشقّ الآخر من الحيـاة عن أمورَ جميلة تتشبثُ بأقدامنا لـ نُجيبَها بتأمُّلِ السماء!
.
.
في هذه الأمكنة _ذاتَ يومٍ_ التقينا بهم..اقتربنا..وأفسحنا لمحبة بيضاء أن تحشرَ رأسها بينَ قلبينا!
وفيها اليوم نعبرُ حذوَهم ويعبُرون! مُخرسِينَ كل الجوارح عن سلامٍ يُهدهِدُ حيرة النفس ويسمو بأيام شَهِدَت تلاحُمَا مضمَّخا بصِدقنا!
.
.
اعتزلنا الابتداء..وبتنا ننتظر منهم الخطوة الآولى..
مُتناسين أننا من أصلِ نُطفةٍ ماؤها مَهين..وأنَّ الملائكة وحدها التي خُلقت من نور!
نجهَلُ فنَّ تبادُلِ الأدوار..وتسليطِ الضوء علينا أكثر..
ولا نعرف كيفَ السبيل لـ ضبط عدسةِ التَمحيص خاصّتنا كي تَلتقِط صُنوفَ الخطيئة بـ خلفيةِ استهجانٍ واحدة..تُشذِّبُ أمزِجَتنا المُجعّدة!
.
.
نُحاورهم في كلِّ الأمور..عمدهُم..أخطاؤهم..مايَضمُرونه وما انكشف..ماكان يجبُ عليهم فعله ومالم يجب..
حتى هندامهم وهيئتهُ الغير أنيقة جداً هذا اليوم!!!!
مُتّخذين لأنفسنا مساحة مُزمِنة فوق سفحِ المنابر..نَحِلّ ونربِط لـ صالح عيوننا!
بل إننا احترَفْنا مؤخرا توزيعَ امتعاضِنا بالمجان..والعرض في هذه الأحوال ساري طِيلة العام لايُشرِّدُ من التجريح شيئا!
محالٌ أن نجرب _ولو صدفة_ الوقوفَ أمام أقربِ مِرآة تُذكِّرُنا أن ثمة حديث بينَ أنفُسِنا وأنفُسِنا
بحاجةٍ للانبثاق الآن..ومن ثم إعادة تأهيل بعض أمورنا الشخصية!
.
.
نَمضي في ضجيجِ الدُنيا سِراعا دونَ التفاتٍ أو تبصُّر..كلُّ الأمورِ تساوَت..
واكـتراثنا تملّصَ منَّاتَغطْرُسَا على بيئتـه..فما عاد يقوِّسُ حاجبيه تعجُبا أو يُسقِطُ دموعه تحسُّرا وخيبه!
تقلَّّصَت فينا آليةُ التركيز واتسع مدى الإقدام الاعتباطي فصِرنا نسلكُ طريقا مستقيما كُلّما صادفتنا لافتة من نوع (انتبه..أمامكَ تَحويله)!
.
.
عندما نكونُ بِحاجةٍ لكذبَة صَغِيرة تُخلصنا من مأزقِ تُهمةٍ لايقبلُ بها مستوانا الـ فَوق بَشري!!
نزعمُ أنَّ الكذب أبيضٌ..وأننا أنقياء..وأننا لا نَقصد..وأنَّهُ لم يكن بِودنا..و..و..!
وفي حالِ احتياجِهِم لـ تلكَ (البيضاء الصغيرة) يصيرُ الكذبُ أسودا..أحمقا..وفعلا مُخجلا..بل كيفَ يجرؤون؟!
ياروحا تسكنُنا منذ عمر..ارتدي منطقَ أسبابهم..وتَحسسِي تضاريسَ الموقف هضبة..هضبة..ربما تغفرين!
.
.
الكبريـاء..نَزِيلُ الأجنِحة المَلكية الفاخِرة في عاصمة علاقاتنا!
لايقبلُ بغيرِ تلك الشُرفة المعلّقة في رأسِ الطابق الأخير..المُطلّة على رؤوسِ الناس الصغيرة جدا_من ذلك العلو_
لاتروقه فكرة خفضِ الجناح والتمّتمة بـ عُذرا ولا بَأس..ولاتَستَهوِيه سياسة المواجهات الـ مُجدِّدة/(المُقزِّزة كما يسميها)!
فاضطراره لسداد فاتورةٍ باهضة للـفُندق إياه "ذو الشرفة العالية"..أجمل بكثير من رضوخِ تنازلٍ أو انحناءةِ تضحية!!
.
.
نبعثُ إليهم بأوراق الفراق..ونقسمُ على الابتعاد بعد أن صرَخنا في وجوههم بكلِّ أقنعة الكلام التي تناقض خبايانا..
وفي غمرة زجِّنا للتُهم والملامات نُوليهم ظُهورنا فجأة..ونرحل..!
لكنَّ غصَّة إضافية تداهمُنا في الطريق فنعُودُ أدراجَنا مرة أخرى..ونقفُ أمامهم مواصلين نوبةَ الهَذيان وصوتُ الكونِ ساكن..
والصدمة تَرتَعِش وعيونُ الزمانِ تبكينا!
.
.
نلتزمُ الصَمت لما تعلنُ الأحداث انتهاء مُدةِ إقامتِهم في قلوبِنا..
فتترتَّّبُ القصّة على هذا النَسق (نحنُ أولاً/نحنُ ثانياً/أما الثالث....فنحن بلا شك!)
لذا ننسحب فورا مادامتْ أعذاراهُم لا تُجدي وما دُمنَا لا نَحتَمِل..أولنَقُل مادُمنالم نَعُد بحاجةٍ إليهم!
وبعدَ هذا القَرارْ بـ غصّـات..نكتُب الفَقْدَ مُعلّقة..ونَنقشُ الندمَ قوافٍ تُصبِّرُنا!
.
.
عودَتُهم بعدَ غِيـاب!!..كما الهواء البَارد..حينَ يهبُّ من أَقصى غياهب النّسيان..مُصطدما بكلِّ أسباب التذكُّر التي توقظُ أجفان جرحٍ نائمٍ فينا..
فتبدأ الحكاية من جديد....
غصَّة مُتهتِّكة تتصاعدُ من بؤرةِ الكُتمَان وتَنحشِر في مجرى تنفُسِنا..
فنَقِف وتسقطُ رؤوسُنا على أيدينا أو أنَّ أيدينا تسقطُ على الرؤوس..لافرق!
المُهم أنَّ (تراجيديا) قديمة مُتقنة الأداء والإخراج ستُقام مجدداً على منصَّة فسيحة..تهزُّ النبضَ فينا وتُشردُّ دمعة يتيمة
أدركَتْ للتو أنَّ أباها على قيدِ الحيــاة!!
.
.
ذهاب..إياب..حيرة..وحبٌ يُقلِّبنا على "سبابتهِ" كيفما نَهَرْ!
أخطاء..طاقات احتمال مُنتهية..نِقَاشات مُستهلكة..حبال صوتية مُنهكة..ولا جديد!
فهاهي ضِفّتُهم الليّنة تنامُ على ساعد بحرنا الغاضب..توسِعُهم أمواجنا ضربا..ومازالوا مُتشبثين!
يجرُّونَ وشاحنا الأزرقَ مدَّا..ثم يُقَهقِرونه جزرا..يتَفرعنُون..ولانريدُ سواهم!
كفانا تباهياً بعضلاتِ المشَاعر!..فالأرضُ من تَحتِنا (قلب) وحَلْبةُ العِراك هناك..على بعدِ كذبةٍ وجَرحَين
وطعنةِ ظهرٍ مُحكمةٍ لو أردنا!
.
.
حسنا...
رطلُ ماءٍ مُعكّر المزاج..نوقظُ به أعينهُم هذا الصباح..
يطلقونَ شهقة مشدوهة..ثمَّ يتجهمون!!
لـ يأتي الغد ويرجونَ ألا ننسى إيقاظهم مُجددا!!_ ولاااا غضاضة
_
عُذرا : تكشَّفَ حرفي!
..فـ غضّوا عنهُ طرفَ الاكتراث..
.
.
..
الروابط المفضلة