رفعُ قُبَّعَةٍ لمن تواجد هنا ..
عاش المجتمع فترةً صعبة عندما وجد الكثير من الإعلاميين ممن يهتمّون بالنقد دون المعالجة ، هؤلاء أقوامٌ ساروا في جوادَّ ثقافية لم يَسِرْ بها أصحابُ السائد ، فنالوا منهم .. واسْتَنْوَقَتْ بهمْ جِمال .. واسْتَتْيَسَتْ شِياه .. واسْتَنْسَرَتْ بُغُث .. وَطُعِنَتْ القِيادات الدينية في الخاصِرَة .
القيادات الدينية كانت "أضعف" من المواجهة من حيث القدرة العلمية ، كذا الرِّدْء الحكومي الذي يقفُ صِراحاً مع الطّرف الآخر ، فمنْهُمْ من جعل الأمرَ بِرُمَّتِهِ دَبْرَ أُذُنِه ، ومنهم مَن شُدِهَ فألْخِيَ فما استفاق وأوجِرَ فما نفع ، ومنهُمْ من واجه ببضاعةِ علمٍ مُزْجاة ، وفِرِنْدِ سَيْفٍ أُثْرُهُ ظاهِر لكنّ ذِراعَهُ لم يستدّ ؛ فكُلَّما نازلَ أصابَ إخوانَه ، وهذا كُلُّه زاد الإعلاميّين طُلاوة ، كما زاد الآخرين بؤساً !
ومِمّا زاد المواجهةَ صعوبة هو أنَّ الخصم "ليستْ لديهِ مرجعيّة يُحتكمُ وإياهُ إليها" ، فهو مع ما يدعمُ تَوَجُّهَهُ سواءً وجدهُ في تُحْفَةٍ سلفيّة ، أو في حَضْرَةٍ صوفية ، أو في فلسفةٍ يونانية ، أو فِعْلِ حاكمٍ شيوعيّ !
"نجح" التيار الإعلامي في نقضِ "بعض" عُرَى السّلفيّة ، والدليل هو "الانحلال القِيَمِيّ" الذي تآيى الإعلاميون وضْعَ المُجْتَمَع فيه ، بقيَ هذا الأمْرُ مُوَرّى في أطروحاتِهِم التي رصنوها لكنّهم ما أرصنوها ، وأعذروها لكنّهم ما عذَّروها ، حتى اجتالتْ أُناساً ما حدَّثوا بِها أنفُسَهُم !
وصل المجتمع الآن لمرحلة "اللامنهج" بعد إقصاء المنهج السائد ، هنا "فشِلَ" التيار الجديد في فَرْضِ منهجه ، إذْ تفاجأَ المجتمعُ بـ"غربية" المنهج الجديد ، فتمَّ رَفْضُهُ ، لكن ، حتّامَ ؟!
من فوائد هذا "العهر" الثقافيّ والتياريّ الذي نعيشُه ، هو "تطوير" المنهج السائد القائم على هشاشة المعرفة تطويراً "اضطرارياً" ، كذا الخروج من بوتقة الصدى إلى منشأ الصوت ، كذا زيادة كالسيوم المعرفة وفتح حرّيّة المنهجة الشخصية وفقَ القراءات الحُرَّة .
أيُّها الناس .. أنا لا أخضَعُ لأيّ تسمية مذهبيّة ، أنا لستُ سلفياًّ .. لكنّي أرفُضُ المنهجَ "التغريبي" الجديد في مجتمعي !!
الروابط المفضلة