في العاشرة من صباح يوم أمس 1 أغسطس 2005 تلقيت خبراً مفاده، أن ملكاً توقف عن النبض...!
للوهلة الأولى خلتني سأسعد!
أعشق الشطرنج... وأهوى موت الملوك فيها!
كش ملك...
ما أجمل أن تصنع نهاية ملك بيدك، فحركتين من وزير لا يتثاءب، يحدوه فيل ماهر، وحصان ماكر، سيكون كفيلاً بإحداث كش سريعة لخصمك!
لا بأس أن تفعل إن ضحيت بقليل من العسكر، فهؤلاء مجاهيل لن يتذكرهم أحد!
كش ملك...
مات!
والخاسر أنا!
***
في الرابعة عصراً...
في نهاية الشارع العربي، ومع كوباً من اليانسون أخذ التلفاز الكبير يراقبني في المقهى الصغير!
صورة الملك تملأ تلفازي، وعيناه تبصراني في حزن ابيض!
وثائق ومواقف تاريخية إسلامية، يحويها فيلم تسجيلي... الصورة البيضاء، والقلب أحمد!
***
في التاسعة مساءً...
حزناً ما يعتري الفؤاد، إثر أنين هادئ بفقد الملك!
أحبه شعبه، زعيماً ووالداً...
كفيل ذلك بأن يرثوه!
كان الأمس مختلفاً لهم...
فاليوم ينعونه فقيداً!
***
في العاشرة مساءً...
كنا اثنين، مع قطعة خشب اسود في ابيض، وملكين، ومحيط فيه عسكر!
حاصرت فيله، فجرح حصاني!
اغتلت وزيره... فقُتِلّ الملك!
كش ملك...
مات...
والخاسر أنا!
والشاشة تعلوها وجوه... تبصرني في حزن ابيض!
***
تغمد الله روحه بالرحمة والمغفرة، واسكنه بقدر عمله المأوى الحسن.
والهم اللهم شعبه الصبر والسلوان بقدر ما أحبوه أباً...
وزعيماً...
ابن الارض
الروابط المفضلة